
وكتب انطوني جوزيف ..ماذا يريد هؤلاء من ” أديس أبابا “..؟!
واجومانيوز
بقلم: انطوني جوزيف اكان
بعد إعفائه من منصب محافظ البنك المركزي مطلع هذا الشهر؛ ظل الدكتور أديس أبابا أوطو الرجل البار بكفاءاته التي لا حصر لها؛ يواجه موجة من الحملات المنظمة للتقليل من شأنه وتلطيخ سمعته؛ وهي حملات لا تأتي بمعزل عن تلك التي ظلت مصوبة نحو الرجل منذ اليوم الأول من تعيينه في المنصب.
ورغم أن الرجل المعروف بوقاره؛ أخذ يغض النظر عن ما يتايه من كل صوب وحدب، ويتقبل السهام بصدر عاري ورحابة وطول بال؛ إلا أن تلك الحملات لم تتوقف لتترك الرجل في حاله حتى بعد إعفائه..فماذا يريد هؤلاء من أديس أبابا؟!.
من المعروف أن قرارات التعيينات والإعفاءات التي تصدر من رئيس الجمهورية لا تكون مصحوبة بمبررات الاختيار او الإعفاء؛ ولكن في حالة الدكتور أديس أبابا نقول والحق يقال ان الرجل من القلائل الذين لم ياتوا إلى المنصب جياع ومتلهفون لملء بطونهم وجيوبهم، وقد كان رئيس الجمهورية صائبا بما لا يدع مجال للشك في قرار تعيينه، وبالمقابل الرجل يعتبر من القلائل الذين تفتقدهم المناصب حين يغادرونها وليس العكس، ولعل الفترة البسيطة التي قضاها محافظا للبنك وقبلها نائبا للمحافظ؛ تتحدث عن ماهية الرجل في وقت تعثرت فيه أغلب المحاولات لإنعاش الوضع الإقتصادي.
أديس أبابا مسؤول يمكن القول انه جاء إلى المنصب وفي فمه ملعقة من ذهب؛ على رأي المثل، ثمرة كده وعطائه اللامحدود في مجال الإقتصاد والمال على المستويات الوطنية والإقليمية، وهو لم يلهث خلف السلطة كما لم ينل من أقرانه وينكل بهم للحصول عليها، شأن الكثيرون، بل المنصب هو الذي قرع بابه اعترافا بقدراته.
فبعد أن نجح اعدائه المتربصين، في تصوير أديس أبابا على انه سبب استمرار الأزمة الاقتصادية متجاهلين عن عمد الأزمة الكلية، وازاحته من المشهد؛ مكث الرجل في منزله كريما عفيفا يستقبل ضيوفه وأهله بابتسامة براقة مألوفة عنده في كل الأوقات؛ إلا أن ذلك لم يشفي قليل هؤلاء، فذهبوا ينسجون الاكاذيب والشائعات بأنه وضع تحت الإقامة جبرية، الأمر الذي نفاه الرجل بنفسه في بيان ممهور بتوقيعه بتاريخ 12 نوفمبر 2025، وكان شخصي من بين الذين قاموا بزيارته في منزله بعد تلك الإشاعات، بحكم صلة القرابة التي تربطنا به؛ فوجدناه في تمام الصحة بهندامه المعهود وتواضعه الذي تطبع عليه منذ الطفولة ولا تفارقه ابتسامته البراقة تلك.
كنا نعتقد أن الساحة باتت واسعة بقدر إتساعها، لهؤلاء الذين ظلوا يعملون ليلا ونهارا من أجل ازاحة الدكتور أديس أبابا من موقعه، بعد أن غادر الرجل، عسى ولعل “يسرحون ويمرحون” فيها كيفما أرادوا، ولكن لم يكف هؤلاء بل استمروا في نسج الشائعات، وكأنهم يبحثون عن كبش فداء من أجل التقرب اكثر من الرئيس لينالوا نصيبهم من التقدير والسلطة والمال.
فقد نشرت منصة ” Nation in review ” على الفيسبوك اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025، خبر مطول عن اعتقال محافظ البنك المركزي السابق الدكتور أديس ابابا ومعه وزير المالية السابق؛
وهنا اقتبس النص التالي من الخبر بعد الترجمة بتصرف: “اندلع المشهد السياسي في جنوب السودان بعد أن ألقت قوات الأمن القبض على وزير المالية السابق أطيان دينق أطيان ومحافظ البنك السابق أديس أبابا أوطو في وقت سابق من هذا الصباح في الساعة 4:21 صباحًا بسبب فضيحة مالية متفاقمة.
ووفقاً لضابط أمني كبير مشارك في العملية، تم تنفيذ الاعتقالات بموجب أوامر مباشرة من القائم بأعمال الرئيس أدوت سلفا كير، الذي ورد أنه أطلق حملة تطهير واسعة النطاق استهدفت المسؤولين المعينين من قبل نائب الرئيس السابق، بنجامين بول ميل”. انتهى الاقتباس.
عليه نقول ان المعلومات التي وردت على منصة Nation in review ، لا تخرج عن كونها استمرارا لسيناريو ممنهج لاغتيال شخصية الرجل التي ظلت وستظل ناصعة البياض، فالدكتور أديس يمكث في منزله يباشر مسؤولياته الخاصة ويستمتع بالهدوء في كنف أسرته أكثر من أي وقت مضى، ولن تنال منه تلك الحملات المكشوفة والمدفوعة لأغراض مشبوهة.
خلاصة؛ في تقديري، على الرغم أن منصات الوسائل التواصل الإجتماعي، صارت لها أدوار كبيرة لا يمكن تجاوزها في توعية وتبصير الجماهير بشأن حقوقهم وكيفية الحصول على المعلومات والتعبير على مواقفهم وارائهم ومخاطبة قضاياهم ؛ إلا أنها في ذات الوقت أصبحت تستغل بشكل خاطئ في فبركة المعلومات ونشر الاكاذيب عبر منصات وأقلام مدفوعة الأغراض، لذا يجب الإنتباه لمصادر الأخبار والمعلومات التي نتداولها.