تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة يطرح خارطة طريق لإنهاء الحرب في السودان

واجومانيوز

واجومانيوز- باطومي أيول/المغرب

تقرير إخباري

في وقتٍ تتواصل فيه المعارك الطاحنة في السودان منذ أكثر من عامين، طرح تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة مذكرة رؤية شاملة للخروج من دائرة العنف، مؤكدًا أن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 تحولت إلى أكبر عقبة أمام التحول الديمقراطي، ومصدرًا لمعاناة إنسانية غير مسبوقة تهدد وحدة البلاد واستقرارها.

الحرب، التي بدأت على خلفية التوترات المتصاعدة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عقب انقلاب أكتوبر 2021، جاءت نتيجة تراكم أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عجزت الحكومات المتعاقبة عن معالجتها، رغم الآمال التي أثارتها ثورة ديسمبر 2019. ومع طول أمد الصراع، تدهورت الأوضاع الإنسانية، إذ يواجه ملايين المدنيين أوضاعًا كارثية مع نزوح واسع النطاق وانهيار الخدمات الأساسية.

خارطة الطريق المقترحة

المذكرة، التي أصدرها التحالف بوصفه إطارًا مدنيًا جامعًا يضم طيفًا من المؤسسات والنشطاء في حقول الإعلام وحقوق الإنسان والعمل المجتمعي عبر القارة، شددت على أن إخماد الحرب يمثل المدخل الأوّل لاستعادة المسار السياسي. وقدمت سلسلة مقترحات أبرزها:

• توحيد المواقف الإقليمية والدولية خلف خيار السلام بوصفه الحل الوحيد؛

• إلزام طرفي النزاع بهُدنة إنسانية فورية تحت رقابة آلية محايدة، بما يضمن وصول المساعدات دون عوائق؛

• إطلاق حوار مباشر بين الجيش والدعم السريع يتناول المسؤولية عن اندلاع الحرب، وقف إطلاق النار، إصلاح المؤسسة العسكرية ودمج القوات في جيش وطني مهني منزّه عن الولاءات الحزبية؛

• تهيئة الأرضية السياسية لمصالحة وطنية شاملة تقود إلى استقرار طويل الأمد.

التحول الديمقراطي

التحالف أكد أن السلام هو شرط التحول الديمقراطي، داعيًا إلى حماية وحدة السودان، وإبعاد المكونات العسكرية عن السياسة، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة بإشراف إقليمي ودولي. كما دعا إلى حوار وطني جامع فور توقف القتال، يمهّد لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية قائمة على سيادة القانون والمواطنة المتساوية.

دور التحالف

بوصفه وسيطًا محايدًا، تعهد التحالف بالانخراط في اتصالات مباشرة مع أطراف النزاع، وبناء شراكات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لصياغة حلول قابلة للتنفيذ. وأكد أن مهمته تتركز على “بناء الثقة بين الفرقاء وحثّ الجميع على تغليب المصلحة الوطنية العليا”.

رسالة ختامية

وختم التحالف مذكرته بالتأكيد على أن “السلام ليس خيارًا إضافيًا بل الضمانة الوحيدة لبقاء الدول واستقرار الشعوب”، مشددًا على أن الحلول العسكرية “لم تنتج يومًا تسوية دائمة، بل أفرزت مزيدًا من التعقيد والانقسام”.

ويرى مراقبون أن هذه الرؤية تمثل أحد أبرز المبادرات المدنية التي تركز على معالجة جذور الأزمة السودانية، وسط انسداد أفق التسوية السياسية وفشل المساعي الإقليمية والدولية السابقة في وقف نزيف الحرب.

 

Translate »