
وكتب باطومي أيول…السودان أمام مرحلة مفصلية من تاريخه الطويل
واجومانيوز
بقلم:باطومي أيول
يكابر من ينكر أن التحدي الحالي من أصعب التحديات التي مر بها السودان، بعد أن كان انفصال جنوب السودان أولها.
تأتي التطورات الأخيرة مع إعلان حكومة موازية للحكومة المعترف بها في بورتسودان، ما يضيف تعقيدًا سياسيًا خطيرًا سيعيد تشكيل الخارطة السياسية في السودان والمنطقة. فكلما طال أمد النزاع السياسي، تكشّفت أهداف جديدة للأطراف المختلفة، وظهرت قوى مستفيدة من استمراره، والسودان اليوم نموذج حي لهذه الكارثة.
إن إعلان حكومة أخرى تحت مسمى “حكومة تأسيس” أو “حكومة السلام” يفتح الباب أمام جدل واسع حول الشرعية السياسية والحكومية، نظرًا لتداعيات هذه الخطوة، وهو ما يهدد مستقبل السودان كدولة موحدة وقوية. ومن المهم إدراك خطورة هذا الوضع قبل فوات الأوان، فهي مسؤولية أخلاقية في المقام الأول تقع على عاتق الجميع.
بغض النظر عن النزاعات المسلحة التي شهدتها البلاد في الفترات الماضية، فقد حان الوقت للشباب، والقادة السياسيين، وكل القوى الحية في المجتمع السوداني، لأن يستوعبوا المنحى الخطير الذي يتجه إليه النزاع الآن. ففكرة (التقسيم)، في تقديري، باتت تتبلور بشكل أو بآخر.
الحكمة في إنقاذ الوضع تكمن في السعي لتحقيق سلام عادل، وإطلاق حوار مجتمعي شامل بين مكونات المجتمع السوداني، وتعزيز قيم التعايش السلمي. فالسودان وصون وحدته مسؤولية وطنية في المقام الأول، بعيدًا عن المكايدات الخارجية ونظريات ( المؤامرة والتآمر على السودان) التي ظلت تهيمن على فكر الكثير من المفكرين والمشرعين. لن يجدي نفعًا الاستمرار في هذا النهج ما لم يتخذ السودانيون خطوات عملية لتجاوزه. فلكل دولة مصالحها، والكل يسعى وراء تلك المصالح، ويبقى السؤال الأهم: ماذا تريد أنت كسوداني أصيل لتواجه الأطماع الخارجية؟
إن السودانيين اليوم أمام أمر واقع، والخروج من هذه المرحلة يتطلب مسؤولية وطنية راسخة، لن تتحقق إلا من خلال سلام عادل وشامل .
باطومي أيول
/ صحفي،ورئيس تحرير صحيفة واجومانيوز
البريد الإلكتروني،bathum44@yahoo.com
27 يوليو 2025 – كمبالا