الأمم المتحدة: فجوة تمويلية تهدد ملايين الجوعى في جنوب السودان

واجومانيوز

واجومانيوز-باطومي أيول/جوبا

حذر برنامج الأغذية العالمي (WFP) من أن فجوة تمويلية خطيرة تهدد بحرمان ملايين الأشخاص في جنوب السودان من المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة يعاني فيها نصف السكان – نحو 7.7 مليون شخص  من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينهم  83 ألفًا في مستويات كارثية (IPC5)، وهي أعلى درجات تصنيف انعدام الأمن الغذائي.

 

وحسب تقرير اطلعته “واجومانيوز ” تُعد ولاية أعالي النيل من أكثر المناطق تضررًا، حيث أدى القتال العنيف المستمر منذ مارس إلى نزوح آلاف الأسر وتعطيل وصول الإغاثة. وتشير تقديرات WFP إلى أن مقاطعتي ،ناصر، وأولانق، مهددتان بالانزلاق نحو المجاعة إذا لم يتسن الوصول بالمساعدات الإنسانية في الوقت المناسب. كما نزح 39 ألف شخص، عائدين إلى جنوب السودان من السودان المجاور هربًا من النزاع هناك، فيما يواجه 2.3 مليون طفلخطر سوء التغذية، لاسيما في المناطق المتأثرة بالصراع والفيضانات مثل بانتيو.

 

ورغم هذه التحديات، تمكن البرنامج من تحقيق تقدم ملموس في مناطق سمح فيها الوضع الأمني بوصول المساعدات؛ إذ نجح في إنهاء جيوب الجوع الكارثي في مقاطعة أورور بولاية جونقلي، كما شهدت عشر مقاطعات أخرى تحسنًا في إنتاج المحاصيل بعد انحسار حدة القتال، وهو ما يعكس أهمية استمرار السلام والدعم الإنساني لتعزيز هذه المكاسب.

 

منذ بداية العام، قدم WFP مساعدات لأكثر من مليوني شخص، بينهم أكثر من 300 ألف متضرر من تصاعد العنف في أعالي النيل. ونفّذ عمليات إسقاط جوي لإيصال 430 طنًا متريًا من الغذاء إلى أكثر المناطق عزلة في أعالي النيل، ويستمر العمل للوصول إلى 40 ألف شخص معرضين لخطر المجاعة. كما استؤنفت القوافل النهرية عبر النيل الأبيض، وهي شريان حيوي ووسيلة منخفضة التكلفة لنقل الغذاء في بلد يعاني من ضعف البنية التحتية، حيث غادرت في 16 يوليو قافلة تحمل 1,380 طنًا متريًا من المساعدات نحو ولاية أعالي النيل.

 

وتواصل خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة (UNHAS) توفير رحلات إلى سبع وجهات في أعالي النيل، ناقلة مواد إغاثية حيوية، فيما نقلت شبكة الخدمات اللوجستية بقيادة WFP منذ مارس 109 أطنانمن إمدادات مكافحة الكوليرا إلى ولايتي أعالي النيل والوحدة، في ظل تفشي الوباء هناك.

لكن فجوة التمويل لا تزال التحدي الأكبر، إذ يستطيع WFP الوصول إلى 2.5 مليون شخص فقط من أصل 7.7 مليون يعانون من الجوع الشديد، وغالبًا بحصص لا تتجاوز 50% من احتياجاتهم. ويحتاج البرنامج بصورة عاجلة إلى 274 مليون دولار أمريكي لضمان استمرار هذه المساعدات حتى نهاية العام. ويهدد تأخر التمويل بخفض الحصص بشكل أكبر اعتبارًا من سبتمبر، ما قد يقوّض التقدم الذي تحقق في بعض المناطق.

 

وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، عقب زيارته إلى جنوب السودان الأسبوع الماضي:

حجم المعاناة هنا لا يتصدر العناوين. ملايين الأسر في جنوب السودان تقضي كل يوم في صراع مع الجوع للبقاء على قيد الحياة. لدينا القدرة والخبرة للوصول حتى إلى أصعب المناطق، لكن من دون تمويل كافٍ وفترة من السلام، تظل أيدينا مقيدة. جنوب السودان بلد غني بالموارد وشبابه نابض بالحياة، وحان الوقت لتمكينه من إطلاق كامل إمكانياته.”

 

انعكاسات إقليمية

ويرى محللون أن استمرار الأزمة الغذائية في جنوب السودان لا يهدد فقط الاستقرار الداخلي، بل يمتد أثره إلى الأمن الإقليمي، إذ يدفع انعدام الغذاء والنزاعات المستمرة مزيدًا من السكان إلى النزوح عبر الحدود، مما يزيد الضغوط على دول الجوار التي تواجه بدورها أزمات اقتصادية وإنسانية. ويحذر خبراء من أن أي تراجع في الدعم الإنساني قد يفاقم دوامة الفقر والنزاعات، مما يعرقل جهود إحلال السلام ويهدد بتقويض الأمن في منطقة شرق ووسط أفريقيا بأسرها.

 

 

Translate »