اتفاق تومايني ضروري بشرط أن يتم توفيقه مع اتفاق السلام المُنشطه (RARCSS) – وجهة نظري المتواضعة
واجومانيوز
بقلم: أتينج ويك أتينج.
ترجمة:باطومي أيول
“في النهاية، لن نتذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا” – مارتن لوثر كينق جونيور
لقد كتبت مقالة يومي 22 و24 يونيو 2024 في جزئين، بعنوان “هل تحاول مبادرة تومايني خلق ثمانية رؤساء تحت غطاء المجلس القيادة القومي (NLC)، أم أنها تسعى لإعادة تنشيط اتفاقية السلام المُعاد تنشيطها؟”. ومع ذلك، اعتبر البعض أنني ضد مبادرة تومايني، وهو أمر غير صحيح. ليس لدي أي سبب للوقوف ضد السلام الحقيقي. ما كنت أفعله هو تحليل مسودة اتفاقية تومايني.
في الواقع، ليس لدي مشكلة مع مبادرة تومايني بشكل كلي، إذ لا أحد يحب الحرب. فقط لدي بعض التحفظات على بعض الأفراد داخل تومايني، لكن ذلك لا يعد سبباً لرفض الاتفاقية التي تسعى لإحلال السلام الدائم في جنوب السودان. على أي حال، لا أشغل أي منصب حكومي لأخشى خسارته لصالح موقعي تومايني.
تحليلي لمسودة اتفاقية مبادرة تومايني للسلام كان بناءً على الحقائق المتاحة في يونيو 2024. الآن، الحقائق المتاحة حول أهمية توقيع حكومة الوحدة الوطنية لاتفاقية تومايني باتت أقوى من أسباب عدم التوقيع. مهما كانت تهديدات تومايني بالنسبة لأولئك الذين يشغلون المناصب الحكومية، فإنه يجب توقيعه رغم ذلك.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن أي فرصة قد تكون متاحة لرفض توقيع تومايني لا تبدو مواتية للحكومة الحالية. ما لم يتم توفيق تومايني مع اتفاق السلام المُعاد تنشيطه (RARCSS)، سيظل تومايني عقبة كالشوكة في الجسد. لقد بدأت كمبادرة من الرئيس سلفا كير ميارديت الذي طلب من نظيره الدكتور وليم روتو الوساطة بين الحكومة والمجموعات المعارضة، لكنها اتخذت منحىً آخر. لم يأخذ الرئيس روتو الأمر بخفة، واذ كان يجب تقدير السيناريوهات المحتملة إذا ما تقاعست الحكومة:
1. الرئيس روتو قد قام بترويج مبادرة تومايني لدى المجتمع الدولي والمنطقة. بخلاف اتفاق السلام المُعاد تنشيطه، تُعتبر تومايني هي مفضلة لدى الترويكا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الصين، وغيرها، ومن الصعب التراجع عنها.
2. كينيا مقربة من العالم الغربي، وقد استخدمت قربها لتعزيز تومايني. فإذا ما كان هناك خيار بين كينيا وجنوب السودان في نظر القوى الغربية، ستفضل كينيا. في محاولة للتقليل من مشاكلها الداخلية، قد تقوم كينيا ببيعنا بسهولة.
3. بخلاف الرئيس الأوغندي المؤيد للوحدة الأفريقية، يوري موسيفيني، أو رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور آبي أحمد، قد يأخذ الرئيس الكيني وليم روتو مصالح العالم الغربي بجدية. لذلك، يسعى (روتو) لتحقيق سلام توميني لتعزيز صورته كصانع سلام في المنطقة. وبالتالي، تجاهل تومايني قد يكون له نتائج عكسية.
4. يجب على الرئيس كير والدكتور رياك مشار وجميع الموقعين على اتفاق السلام المُعاد تنشيطه، أن يركزوا على محاولة توفيق تومايني وإعادة الموقعين عليها إلى الوطن، وتشكيل حكومة انتقالية تمنح قادة تومايني بعض المناصب، ثم التوجه للانتخابات العامة في غضون عامين. خلاف ذلك، سيبيعهم روتو في وضح النهار.
5. أخيرًا، يجب أثناء وجود قادة تومايني في جوبا، أن يُحثوا على الانضمام أو تشكيل أحزابهم الخاصة قبل نهاية الفترة الانتقالية، حتى يتمكنوا من المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة عام 2026. وإلا فإن رفض تومايني سيعرض قادة اتفاق السلام المُعاد تنشيطه لخسائر غير متوقعة.
التوقيع على تومايني أسهل من الرفض المطلق. نعلم جميعًا أن تومايني كان من المفترض أن يكون مكملاً لاتفاق السلام المُعاد تنشيطه. فجميع الموقعين المحتملين على تومايني، باستثناء الجنرال فول ملونق أوان، كانوا ضمن المجموعات المعارضة التي رفضت توقيع اتفاق السلام المُعاد تنشيطه في 2018. لذا، لا يوجد سبب للاعتقاد بوجود خلافات كبيرة بين من وقعوا ومن لم يوقعوا.
علاوةً على ذلك، لدى قادة اتفاق السلام المُعاد تنشيطه واجب التحدث إلى الرئيس وليم روتو خلال زيارته القصيرة لجوبا اليوم 6 نوفمبر 2024، حول ضرورة توفيق تومايني مع اتفاق السلام المُعاد تنشيطه قبل التوقيع، في محاولة لتجنب خطر إحياء الاتفاق المُعاد تنشيطه. وإلا، فإن رفض تومايني يخدم مصلحة كينيا في تحسين صورتها على حساب جنوب السودان. السبب البسيط وراء تردد بعض قادة اتفاق السلام المُعاد تنشيطه في قبول تومايني هو خوفهم من فقدان بعض مناصبهم لصالح تومايني، وهذا ليس في مصلحة الوطن.
الكاتب هو السكرتير الصحفي السابق في مكتب الرئيس، والآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن آرائه الشخصية، ولا تعكس آراء أي جهة أخرى. يمكن التواصل معه عبر البريد الإلكتروني: atenypiokerwek@gmail.com.*