مهرجان ديرك الثقافي،مدخل لبناء هوية ثقافية
واجومانيوز
بقلم :باطومي أيول
يأتي مهرجان ديرك الثقافي في نسخته الرابعة ليكتب صفحة جديدة في مسيرة الحراك الثقافي والتراثي في جنوب السودان، ليشكل شعاع أمل يضيء في ظل العتمة التي يعيشها شعبنا جراء الظروف السياسية المعقدة التي تمر بالبلاد.حيث يعد المهرجان فرصة للاحتفاء بالمبدعين في البلاد ومنصة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم في أبهى صورها بما يليق بمكانة التنوع الثقافي والثراء التراثي الذي يتمتع به شعب جنوب السودان.
لذلك في ظل ما يمر به الوطن من تحديات سياسية خانقة، وما يترتب عليها من تعتيم على دور الثقافة، يعزز مهرجان ديرك الثقافي الهوية الوطنية ويمد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة داخل البلاد، بل وهي خطوة أولى نحو بناء مشروع وطني يساهم في توحيد المكونات الثقافية والتراثية المتباينة، ويعزز من مكانة التماسك الاجتماعي. بعد ان عانى جنوب السودان، منذ الاستقلال في عام 2011، من غياب مشروع وطني قادر على توحيد كافة الأطياف الثقافية في البلاد، برغم الجهود المبذولة من قبل النشطاء والمثقفين الوطنيين.
لذا، يمثل مهرجان ديرك الثقافي أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال؛ فهو بوتقة تجتمع فيها القوى الاجتماعية الحية لتعزيز الوحدة الوطنية والاعتزاز بالتنوع، ويمثل رؤية نحو إعادة بناء الحياة السياسية والاجتماعية في جنوب السودان ،بدلاً من الاعتماد على المسارات السياسية المعقدة، فمهرجان ديرك الثقافي قد تكون سبب نهضة قوية تطغى على المبادرات السياسية الناقصه في رسم خارطة طريق وطني قوي ،لذلك يحتاج المناخ العام الى ابتدار مشاريع جديدة،ربما تصبح الثقافة المفتاح الفعّال لتحقيق التلاحم المجتمعي وإرساء قواعد تقوي من أهمية الإحساس بالانتماء الوطني.
عليه ندعو كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع إلى دعم هذه المبادرات الثقافية الإيجابية. بغية تأسيس منصات قوية تعزز من تلاحم القوى الوطنية كخطوة نحو بناء دولة متماسكة، تسير على درب الوحدة والتضامن، وتخطو بثبات نحو مستقبل مشرق يليق بتطلعات شعب جنوب السودان عبر منهج الثقافة.
رئيس تحرير صحيفة واجومانيوز الإلكترونية