الولادة لست هي الشئ الوحيدة التي من اجلها خلقت المراة

واجوما نيوز

بقلم: بيتر يوانس مقوك “قادقوانديت”

واجومانيوز 

أحبتي و أعزائي القراء الكرام، دعوني ألفت نظركم قليلا و أخذ من وقتكم الثمين، وأتناول وإياكم موضوعاً إجتماعياً وإنسانياً تم حجبه منذ وقت طويل، أو بالأحرى تم تجاهله اليوم في مجتمعنا الجنوب السوداني.
هذا قد يرجع ويعود إلى عدم إلمامنا بأهمية تلك الموضوع وأهميته لنا في المجتمع الذي نتبع وننتمي إليه جميعنا، بإختلافاتنا الثقافية و الإجتماعية والإختلافات الأخرى التي قد يميزنا من الأخر.

أعزائي القراء ومتابعي هذا العمود “الحقائق “، ما أود قوله هنا وأحاول سرده والغوص فيه قليلا ،هو ما رأيته ولاحظته بعيناي في مجتمعنا العظيم على وجه الخصوص في المجتمع الذكوري في أزقة بلادنا وأرجاءه ، جميعنا يعلم إنه في البدء قد خلق الله سبحانه وتعالي كل شئ في ملكوته السماوي، وتلته خلق الإنسان بجنسيه الأثنين المختلفين الذكري والأنثوي. و لربما قد نسأل أنفسنا ونشغل بالنا قليلا، لماذا فعل الله كل هذا ..؟ بالبساطة لأنه يريد التكاثر لهذا الأجناس لكي يملأوا الأرض التي كانت فارغة و خالية تماما من الجنس البشري. ومن أهم مميزات التي خلقت بها هذين الجنسين الذكري والأنثوي، هي أن يساعدان نفسيهما و يكتملان بعضهما البعض لأن من دونهما الإثنين يصعب لأحدهما منهم أن يكتمل لوحده ويكمل نصفه الأخر. لهذا السبب خلق الرجل في المقام الأول وتلته المراة بنسبة لأهميتها ووجودها على جانب الرجل دائما كاليد الساندة والثانية له.

ولكن هل المراة اليوم تمثل اليد الساندة لرجل في مجتمعنا الذي نعيش فيه اليوم..؟ كلا، وللأسف المراة لا تمثل هذا ولا ذاك. والسبب هو أنه المجتمع الذكوري تم حجب الأدوار الذي يمكن للمرأة من لعبهم و إداءهم والقيام بهم، ومنعتها تماما من فعل أي شئ يمكن أن تفعلها وتفلح في القيام بها. و إن التكبر و الإستعلاء الذي فرضه المجتمع الذكوري على المجتمع الأنثوي في بلادنا العزيز، هو ما جعل المراة في مجتمعنا ترى نفسها ضعيفة وعاجزة في فعل كل شئ. رغم شجاعتها وقوتها الكامنة فيها، والتي إذا أعطت فرصة وإتيحت لها كل الطرق لكانت سطعت وذهبت الى القمم.

فالمرأة يمكنها فعل كل شئ متعلقة بالأشغال والأعمال التي نراهز اليوم في شتي أنحاء العالم وفي دولتنا العزيزة التي ننتمي إليها. ولا يوجد هناك أي فرقا بين الرجل والمرأة في هذا الكون الذي يوجد جميعنا عليه غير الفرق الذي خلقه الله سبحانه وتعالي بين هذين الجنسين فقط. ما قد يفعله الرجل من الأعمال والأشغال قد تستطيع المراة من فعلها و إداها أيضا وأحيانا قد تجيد في فعلها وفي إداها أكثر من الرجل حتى. لذا، علينا أن نندعم نساءنا و إخواتنا العزيزات، ونكون بجانبهن في كل خطوة يريدنا المضي فيها و أخذها، وليس من الصحيح من بعضنا أن يحتفظ بعقل متعلم في منزله رغم سعته الكبير الذي إستوعب الكثير من أداب العلم و تغذى بمفاهيم العلم المختلفة بشتى أنواعه المتعددة. فتوظيف المراة أو تركها لتذهب إلى العمل فيها أشياء كثيرة ستجنيه أنت كزوج وستجنيها هي كزوجة. غيرها من الأشياء الأخرى والمسؤوليات التي قد تقفان الإثنين عليها بالمرصاد إذا كنتما تعملان الإثنين.

.فالعمل جزأ أساسي من الحياة، وإن المراة لها حياة وتعتبر أيضا جزأً مهماً في هذه الحياة لهذا يجب لها أيضا أن ينعم بهذا العمل، إذا كانت هناك رغبة في القيام بهذا العمل و بالأنشطة التي قد تجعلها تشعر بانها اليد الأخر لزوجها و لأفراد عائلتها و أسرتها. عليها أن تعطى فرصة عمل لتثبت عن نفسها وتخرج شخصيتها الأصيلة التي حجبتها الثقافات و التقاليد منذ وقت طويل. فإلامراة الأبنوسية السودانية الجنوبية، مختلفة تماما من الأخريات ولها مميزات مميزة تميزها من إخواتها الأخريات اللائهن تتواجدن في دول الأخرى.

يجب أن تعطى حقها في العمل وحقها في أن تفعل ما تريد، طالما لا يعارض هذا ادبيات المجتمع وتعارضه. عليها أن تعمل و تتوظف كالأخرين تماما لانها لها أيضا مسؤوليات تجاه أبناءها وتجاه عائلتها وتجاه نفسها هي، و لأنها قد تريد أن تكون مستغلة و معتمدة على نفسها بنفسها. وهذا الحلم لن تستطيع تحقيقه إن لم تعطى الفرصة لتعمل بنفسها وتثبت لمجتمع بانها أيضاً إنسانة يجب أن يعتمد عليها أسرتها و زوجها والمجتمع دون أي إستثناء.

وعلى المجتمع الذي نوجد فيه اليوم و نشكل جزء أساسي لا يتجزأ منه، أن يغير بعض مفاهيمه وعاداته التي لا توافق اليوم المجتمع المدني الذي فرض عن نفسه علينا جميعنا. ويجب علينا أن نتماشى و نتخاطى مع التغير وما قد ينفعنا و يجدي لنا و بمجتمعنا ما هي نافعة لجميعنا. كما أن يجب علينا أيضا أن نزيل المفهوم الرجعي الذي يجعلنا نظن بظن خاطئ بأن المرأة خلقت فقط للولادة و تربية الأبناء وكأنها شجرة فاكهة تنبت و تبذر فاكهة، دون أي محاولات لإجاد المياه التي تستطيع تغذيتها وتمكنها أن تبذر البذور الصالحة.

وفي الختام: أود أن أختم هذه المقالة ببعض مقتطفات شعرية يرجع ويعود لفقهاء الأدب للأديب المصري الراحل محمد حافظ أبراهيم، الذي قال:
الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تهدت الحيا
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألي
شغلت مأثرهم مدى الأفاق
تلك الأبيات الأعلاه، تؤكد و تثبت لنا أهمية المراة في الحياة التي نوجد جميعنا فيها وفي المجتمع الذي ينتمي جلنا إليه. ولكي تصبحهن كما سطرت الشاعر في أبيات قصيدته علينا إعدادهن و تمهيد كل الطرق لهن، لكي تستطيعهن الوصول إلى حيث تريدن الوصول إليه. وهذا يحتاج إلى عملا جاد مننا جميعنا، لكي يكتمل أركان المجتمع الذي نتبع له جميعنا.

تقديري

Translate »