إلى أين يتجه إثيوبيا …؟؟
واجوما نيوز
بقلم: سوكيري لوفوني
واجوما نيوز
ما استمرار النزاع المسلحة بين الحكومة الاتحادية الإثيوبية، والجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيغراي، يتقلص يومياً مساحة اللا يقين في أن جمهورية إثيوبيا الاتحادية الديمقراطية لا تمر بمرحلة حرجة من تاريخها الذي بعده السياسي يتعلق بكيفية التخلص من الإرث الثقيلة لنظام الحكم ما بعد حقبة الكونونيل منغستو هيلا مريام رئيس جمهورية إثيوبيا الشعبية الديمقراطية الأسبق الذي حكم إثيوبيا يومها بالحديد والنار في ما عرف بالرعب الأحمر.
فالحرب الدائرة اليوم في إقليم تيغراي بين شركاء الأمس وأعداء اليوم، قد أسقطت جميع الأقنعة من وجوه الجميع ليتضح للعامة أن ثلاثين عاما من السيطرة والهيمنة، وبجانب البطش والتنكيل، كانت مجرد هدنة مؤقتة فشلت فيه الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الأثيوبي الحاكم، في إحداث نقلة سياسية شاملة تدعم استقرار إثيوبيا. البلد الذي لا يزال تطارده لعنة نظام منغستو هيلا مريام.
حقا في ظل التقارير المتداولة حول وحشية الحرب الجارية في إقليم تيغراي، بالإضافة إلى توحش المنخرطين فيه، لا أعتقد أن من الحكمة التذرع بفشل منظمة الإيقاد في جلب سلام عادل ينصف شعب جنوب السودان في تبرير حرب تصفية الحسابات الجاري بين شركاء الأمس في إقليم تيغراي المنكوبة.
صحيح حتى الآن فشل منظمة الإيغاد في تحقيق ما يتطلع إليه شعب جنوب السودان من تحقيق سلام عادل وشامل. هذا الفشل للأسف، لا يزال دولة سيادة رئيس الوزراء السابق السيد ديسالين جزءا منها.
في الحقيقة، كنا نعلم من السيد ديسالين عدم إشهار هذا الفشل أمام الجهود الدولية والإقليمية الذي تبذل هذه الأيام في سبيل نزع فتيل الأزمة بين الحكومة الإثيوبية، والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لطالما أنها غير أخلاقية.
ما لا نتوقعه في ظل التجاذبات السياسية حول صراع إستعادة المجد والسعي في كسر السيطرة على مفاصل الدولة من القوى السياسية الصاعد في إثيوبيا، أن ينحاز رئيس الوزراء السابق السيد ديسالين إلى إحدى أطراف الصراع بمقال دفاعية من العيار الثقيل في الوقت التي فيها إثيوبيا بحاجة إلى ممارسة مزيدا من الحكمة على أمل تفويت الفرصة على المتشددين من كلا الطرفين حتى لا ينزلق أثيوبيا إلى ما لا يحمد عقباه؟!
في نظري إن تعامل الإثيوبيين مع حسابات الحرب الجاري اليوم في دولة أنهكتها سياسات الحزب القائد الذي لا يعلو عليه صوت الشعب، يتطلب منهم الخروج من طوق التحزب، والتسامي فوق جراحات الماضي اللتين، يتحكم بها في اغلب الاحوال الزمرة المتصارعة حول السلطة.
لعل خروج دولتهم من شرنقة سياسات الإقصاء والهيمنة… إلخ، المتجذرة في بنيتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، تحتاج إلى مجهود خارق فريدة من نوعه وبعيدة عن الانتقام، أو الاتخاذ منها منهجاً سياسياً لإرضاء المظلومين من ضحايا النظام وحزبه الحاكم الذي ظلت يمارس طيلة هذه المدة، الخدعة الممنهجة من خلال شعارات براقة التي في أحسن فروضها لو تمت ترجمته على أرض الواقع لصالح من هم يضطهدون الشعب الإثيوبي.
نخشى ما نخشاه في ظل الصراع الدموي الحالي ألا تتدحرج جارتنا الشقيقة، إلى مستنقع القبلية التي ما زالت لعنته تطارد دول كثيرة في قارتنا السمراء، المصير المقلق، الذي لا نتمناه لدولة عريقة كدولة إثيوبيا الذي تاريخ شعبه المعلم، يشكل فخرا لشعوب القارة جمعاء وبالتالي، كيف لمعلم أن يتحول إلى تلميذاً في فصول السياسة الدنيا؟؟
سؤالاً اتركه للساسة الأثيوبيين من المفكرين والسياسيين عسى ولعل يجتازون بها أزمة بلادهم الحالي التي ألمت بشعوب القارة وهم في ذلك، يشاطرون الشعب الإثيوبي معاناته جراء حرب الاستنزاف الجارية في إقليم تغيراي.
وإن كانت إثيوبيا اليوم بحاجة إلى خارطة سياسية جديدة حتى يجتاز بها شعبه مرارات ثلاثين عام الماضي، وترسى بها دعائم بناء إثيوبيا الجديد الذي يعود لـ أديس أبابا جمالها، العاصمة السياسية لقارتنا السمراء، لا اعتقد ان تمر هذه العملية بسهولة ويسر في ظل صراع المصالح العابرة لحدوده حول مشروعه الاستراتيجي.