محمد حسن النحات ل “واجوما نيوز “
واجوما نيوز
في هذا الحوار التقت “واجوما نيوز ‘” بالقاص السوداني الدكتور محمد حسن النحات ، الفائز بجائزة محمد سعيد ناود للقصة القصيرة في دورتها السادسة التي تنظمها مكتبة إغردات العامة ، التي تم الإعلان عنها مؤخرآ ، و لقد جاء فوز السودان للمرة الثانية علي التوالي لتاكيد مكانة السودان و قدرتها علي التميز في المجال الأدبي في القرن القرن الأفريقي . النحات رغم مشغولياته الكثيرة و عمله الضاغط ‘كطبيب بشري بمستشفي رويال كير ” لكنه إقتطع من وقته لكي يجيب علي الأسئلة التي دفعنا بها إليه عقب إعلان فوزه بالجائزة و خرجنا منه بالحصيلة التالية .
حاوره_أنور يل يوال
واجوما نيوز -الخرطوم
الأستاذ: محمد حسن النحات مرحب بك علي باحة نافذة صحيفتنا الثقافية و انت تتقلد الجائزة الأولي لجائزة “محمد سعيد ناود” للموسم السادس ، نبارك لك و نتمني لك المزيد من الجوائز التي نعتقد انك أهلا لها .
_من هو النحات ؟ و كيف كانت بدايتك مع الأدب؟
أنا محمد حسن النحات.. طبيب بشري .. وكاتب قصة قصيرة.
أما عن علاقتي بالأدب فكما تعلم يا عزيزي أن مجتمعنا السوداني يكثر به السرد الشفهي وهذه ميزة جيدة تخلق داخلك الدافعية نحو الحكي.. بالطبع هناك أم حنونة تهدهدك بأحاجي جميلة تتذوق طعمها حتى بعد كل هذه السنوات. وأب يجمع أسرته في الليالي المقمرة ليقص قصصا عن جنيات لطيفات وغول ما يعيش في الغابة، وعوالم غامضة ستأخذ كل كيانك فتنبت بذرة بين سبابتك وإبهامك تدغدغك لتمسك القلم وتكتب قصصك الخاصة.
أنا لا أذكر تاريخا دقيقا لبداية محاولاتي الكتابية لكنني أذكر حادثة طريفة… في يوم وأنا أهم بعبور الطريق ناداني الحلاق الجالس أمام دكانته_والذي كنت أمر أمامه في رواحي وغدوي من وإلى المكتبة_ كنت أعرفه لكن لا نتبادل الكثير من الحديث… أقبلت عليه فسلم وقلب الكتب التي كنت أحملها ثم رفع بصره نحوي قائلا: ( ألم تكتب كتابا بعد؟)… أجبته متعجبا: لا.. فقال بحسم مفاجئ : ( يجب أن تكتب).. جاملته موافقا وأكملت مشواري… بعدها بزمان طويل بدأت الكتابة… والآن أذكره وأشكره.
_ماهي الصعوبات التي واجهتك و كيف تغلبت عليها ؟
ليست صعوبات بالمعنى الحرفي.. بل هو توهان البدايات.. حبي للقراءة قادني إلى الكتابة.. كانت في البداية خواطر وأفكار شخصية غير صالحة للنشر ولا حتى أن يقرأها أحد.. وفي مرحلة الجامعة تطورت الخواطر إلى خواطر أكثر عمقا ومقالات حول قضايا اجتماعية وسياسية.. ما بعد الجامعة أصبحت القصة تتوسع وتحتل وجداني وتقود قلمي.. ثم عملت صحفيا بعدة صحف.. لكنني وجدت أن الصحافة كالطب تماما تستهلك كل الوقت وتحتاج لجهد مضني للتطور فيها فتركتها واكتفيت بالقصة التي صارت بالنسبة لي حياة كاملة.
_علي المحيط الإجتماعي من هو أكبر الداعمين “للنحات” ؟
الأسرة يمتد دعمها منذ طفولتي… وأختي مودة حسن هي القارئ الأول لكل أعمالي… وحباني الوسط الثقافي بأساتذة أجلاء كانت لنصائحهم الصادقة أبلغ الأثر على مشواري وتطوري على رأسهم القاص والروائي محمد الخير حامد والذي كان أول كاتب أقابله على أرض الواقع..والدكتور الروائي عاطف الحاج ..والدكتورة الروائية مناهل فتحي.
_باحة بروكا” الفائزة هي عمل تصويري لواقع تحدي الكتابة و كذا شخوص في قالب سرد نثري دسم ؟ صف لنا العمل و ما وراءها ؟
باحة بروكا كتبت قبل حوالي عام… كنت أعاني وقتها من ضغط العمل مما أدى إلى ابتعادي عن الكتابة لشهور عدة وهي أطول فترة تمر علي دونما كتابة… كانت لدي عدة أفكار لقصص لكنها عاندتني وظلت ترواغني.. ثم قلت لنفسي لماذا لا أكتب عن تجربتي، عن (حبسة الكاتب).. فكتبت باحة بروكا.. والحمدلله بعد عام وجدت حظها في الفوز بجائزة إقليمية مرموقة وفرصة طيبة للانتشار ومعانقة القراء.
_جائزة محمد سعيد ناود لم تكن الوحيدة بل قبلها فزت “بحائزة الطيب صالح و الوسط البحرينية” ماذا تعني لك الجائزة ؟
الحمدلله فزت بعدة جوائز خلال السنوات القليلة الماضية.. وجاءت جائزة المناضل والكاتب محمد سعيد ناود لتسلط الضوء أكثر على مشروعي الكتابي وتعرف قراء القرن الأفريقي بشخصي الضعيف.
عموما.. في زمان الانفجار الروائي والقصصي جاءت الجوائز لتسلط الضوء على بعضها مما يساعد القارئ والناقد على اقتنائها وسط هذا البحر الواسع. وله بعد القراءة الحكم على قيمة العمل. هناك روايات ومجموعات قصصية لم تجد رواجا بعد فوزها بجوائز. وهناك من لم يفز لكن عمله استقبل استقبال الفاتحين.
_معظم أعمالك يتخللها التارجح و حبكة بوليسية هلا وصفت نفسك فالبعض يعتقد ميولك للمدرسة التحليلية التصويرية من حيث السرد ؟ علي اي مدي هم محقون ؟
حقيقة لا أشغل فكري حول المذهب الكتابي الذي أعتنقه.. عندما أكتب لا أضع مسبقا قيود معينة يجب أن ألتزم بها.. ببساطة أكتب فقط.. البعض وضعني تحت جناح الواقعة السحرية.. وآخرون ضموني للمدرسة التعبيرية.. والآن للمدرسة التحليلية التصويرية. كل ذلك مرحب به لكنني سأترك أمر التصنيف للقارئ والناقد وللزمن.
مشروعي الكتابي يقوم على الإهتمام بالجانب الإنساني والنفسي لشخوصي الكتابية. أحاول التحدث بلسان من لا يستطيع التحدث كتابة. أسعى لإقتناص اللحظات الإنسانية في هذا العالم المتسارع الجاف، حتى شخوصي التي أقدم جانبها المظلم ستجد أن لها لمحات خير.. لأن هذه هي حقيقة الحياة. فلا خير مطلق ولا شر مطلق.
_ماهي مشاريعك المستقبلية في مجال الأدب عمومآ و القصة تحديدآ ؟
حاليا أعكف على تنقيح مجموعتين قصصيتين.. أتمنى صدورهما مع مطلع العام الجديد.. لدي مشاريع روائية مؤجلة حاليا.. فالقصة هي شغلي الشاغل في هذه المرحلة من مشواري الكتابي.
_لدينا عدد من الكتاب الجنوبيين ايهما أقرب الي نفسك ..!؟
أحب كتابات استيلا قايتانو.. قاصة متمكنة وقصصها تعلق في الذهن والوجدان لزمان طويل.. وأحببت روايتها الأولى (أرواح إدو)… كما أحب قصص الكاتب آرثر غابرييل ياك.. وأتمنى أن تصل رواياته إلى الخرطوم.
_كلمة أخيرة لصحيفة الموقف و انت تحصد الجائزة الاولي و الثانية بالتوالي للسودان .؟
كل الشكر لك أ. انور يل على اتاحة الفرصة لمعانقة قراء صحيفتكم المتميزة… وأتمنى لكم مشوار عامر بالنجاح في عالم الصحافة و الثقافة . وأن تتشابك المنابر الثقافية و الفكرية بين الخرطوم وجوبا.. وأن تصل حكايات وأساطير النيل إلى كل قارئ حول العالم.